بلدة جبع – محافظة جنين

 

الخصائص التاريخية

2-1 أصل التسمية

تعددت الآراء حول تسميتها بهذا الاسم، فقد ذكر الدباغ أن جبع بفتح الأول والثاني وبآخرها تاء مربوطة "جبعة" تعني في الآرامية الجبل  و"جباعة" تعني في السريانية السهل المرتفع. وهناك رأي آخر يفيد أنها من "الجباع" بمعنى السهام التي ليس لها ريش ولا نصل. وقيل أن هناك خربة لقرية كنعانية ظلت مأهولة حتى العهد العثماني تقع بالقرب من البلدة كانت تسمى "جبع بيت هاشوليم" كما ذكر في سفر المشنة وفي لوحات الآجر السامرية. ويقال أن البلدة سميت بهذا الاسم نسبة إلى خربة تقع في شمالها الشرقي تدعى حاليا باسم"خربة جافا". هذا ويشاع بين الناس أن اسمها مأخوذ من جباعين وتعني كثرة الماء.

2-2 نشأة البلدة وتطورها التاريخي والإداري

تعود تاريخ البلدة إلى العصور القديمة ويدل على ذلك كثرة الخرب المجاورة والمحيطة بالبلدة، وتدل المكتشفات الأثرية على أن هذه الخرب كانت من المستوطنات البشرية التي تعود للعصر البرونزي وتمتد للعصر الحديدي، ولكن ليس هناك بحث وتنقيب عن الآثار بشكل مدروس مما يدل على أن الاستيطان البشري في هذه المنطقة قد امتد إلى عصور تاريخية تسبق العصر البرونزي. في عهد صدر الإسلام كانت الدولة الإسلامية مقسمة إلى سبعة "أمصار" وكانت من ضمنها مصر الشام الذي ينقسم إلى "أجناد" من ضمنها جند فلسطين وجند حمص وجند الأردن وجند دمشق وقد كانت جبع كما هو الحال بالنسبة لجنين تتبع جند الأردن. وقد استمر هذا التقسيم الإداري خلال فترة الخلافة الراشدة والأموية ولم يحدث فيها تغيير سوى الفترة العباسية حيث تغيرت كلمة جند إلى ولاية، أما في العهد المملوكي فقد قسمت فلسطين إلى ثلاث نيابات(صفد، غزة، القدس)  .                                                                                                 

وقد كانت منطقة جنين ومن ضمنها جبع تابعة لنيابة صفد التي استقرت فيها أسرة باي الحارثية في نهاية هذا العهد وقد كانت من ضمنها ناحية مرج ابن عامر عام 1480م.

أما في العهد العثماني ظلت نفس التقسيمات الإدارية السابقة مع استبدال الوحدة الإدارية (النيابة) بوحدة (السنجق) التابعة للواء حيث قسمت بلاد الشام إلى ثلاث ولايات(دمشق، حلب، طرابلس) وقد كانت جبع تابعة لسنجق اللجون التابع لولاية دمشق،  في هذا العهد اعترف السلطان سليم الأول بسلطة طرة باي وعينه ملكا على إقطاع صفد التي كانت تجمع فيها ربع المحصول الزراعي باستثناء ناحية قاقون التي يجمع فيها ثلث المحصول وبذلك تكون جبع من القرى التي تجمع فيها الثلث التي تأخذه الدولة العثمانية كحصة لها على أساس وحدة (الغرارة) التي تقيم بالعملة العثمانية التي تعرف باسم (الاقجية).

بقي حكام اللجون من آل طرة الحارثيون حتى عام 1671م حيث انتفلت الإمارة إلى احمد باشا الترزي ثم إلى الشيخ علي المهاميط الذي أصبح شيخا لجنين ومن بعده انتقلت إلى آل جرار الذين جمعوا في حكمهم بين متسلمتي جنين ونابلس لفترة من الزمن حتى عام 1830م. وعندما جاء الحكم المصري عام 1831م عين إبراهيم باشا المصري الشيخ حسن عبد الهادي على متسلمية جنين حيث كانت جبع تابعة لمجموعة مشاريق الجرار في قضاء جنين.                                                           وبعد انتهاء الحكم المصري حولت الدولة العثمانية جنين إلى مديرية تناوب على إدارتها كل من آل جرار وآل عبد الهادي حتى أوائل القرن العشرين.

في عام 1917 دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني حيث كانت جنين واحدة من ثلاثة عشرة منطقة لكل منها حاكم عسكري، وفي عام 1920م تم إنشاء الحكومة المدنية وبذلك أصبحت جبع تابعة لمنطقة السامرة التي تضم نابلس وجنين، وفي عام 1947 عندما تطورت الأحداث قسمت جامعة الدول العربية فلسطين إلى أربع قيادات عسكرية حيث كانت جنين ومن ضمنها جبع تابعة للواء الشمالي الذي يمتد من الحدود السورية واللبنانية ويقع تحت قيادة فوزي القاوقجي. في 15 أيار 1948م دخلت القوات العراقية منطقة جنين وبقيت فيها بعد أن حررتها من الاحتلال حتى معاهدة رودس عام 1949م، ومن بعدها دخلت مع الضفة الغربية تحت الحكم الأردني حتى عام 1967م، في ذلك العام وقعت الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي. بعد توقيع معاهدة أوسلو عام 1993م بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية منطقة جنين ومن ضمنها جبع التي تقع حاليا ضمن المناطق المصنفة (C).

بقيت جبع تعتمد على نظام المخاتير منذ أواخر العهد العثماني عام 1841م حتى تأسس المجلس القروي عام 1994م. وقد كان المختار يأتي بالدرجة الثانية من الأهمية بعد مدير الناحية وكان يتم اختياره وراثيا أو تعيينا من قبل الحكومة السائدة، ويجب أن يكون المختار صاحب نفوذ وثراء ووعي ونضج وغالبا ما يكون متقدما في السن وتكون اختصاصاته: المحافظة على الأمن الداخلي ، المساعدة في تحصيل الضرائب، التبليغ عن حالات الولادة والوفاة، نشر أوامر الدولة،  هذا وقد بلغ عدد المخاتير الذين تناوبوا على إدارة البلدة 11 مختار طوال تلك الفترة.

وتم تشكيل المجلس القروي الأول لبلدة جبع فعليا في العام 1992م وتم تشكيله في حينه على أساس التمثيل العائلي بحيث تكون المجلس من عشرة أفراد يمثلون العائلات العشرة الموجودة في البلدة، وفى الربع الأول من سنة 1997م تم تحويل المجلس القروي إلى مجلس بلدي، وفي بداية العام 2006 تم تشكيل أول لجنة بلدية منتخبة مكونة من 13 عضو واستمرت في أعمالها حتى نهاية العام 2012 حيث تم إجراء انتخابات جديدة في نهاية عام 2012 واستلمت مهامها وهي حالياً مكونة من 13 عضو .

آخر تحديث (السبت, 16 مارس 2013 09:12)